مدينة بــربــر

موضوع: مدينة بــربــر الجمعة يناير 24, 2014 1:53 am

بربر المدينة هي البقعة الهادئة الوادعة التي حباها الله بكل مقومات الحياة والجمال ، حيث الماء والخضرة والوجه الحسن والارض الخصبة المعطاءة
وهي المنطقة الوارفة التي ترقد على ضفة النيل الخالد كالهمزة على سطره مرتوية من مائه مخضرة بعطائه، بعد انفصاله من عناقه الحميم عن نهر عطبرة في مسيرته الازلية شمالاً .
وهنالك بربر القديمة والتي كانت تعرف بالديم او القوز او البندر او قوز الفونج او المخيرف او القيقر او الاورطة وهو ما كان سكنات للجيش التركي وما يعرف حاليا بـ ( الشرام ) وهي بقايا سكنات الجيش الغازي في ذلك الوقت .

اما بربر الاقليم فهي المنطقة الممتدة من كنور جنوباً وحتى العبيدية شمالاً ، وما يوازي المنطقتين بالضفة الغربية لنهر النيل حيث ترقد على حجره وترضع من صدره شرقا وغربا في الفة دائمة وشوق حميم ،

وبربر اداريا هي احدى محافظات ولاية نهر النيل الخمس وتضم خمس محليات حسب التقسيم الاداري الحالي وهي : محلية بربر المدينة ، محلية دار مالي ، ومحلية العبيدية بالشرق اما محليات غرب النيل فهي : محلية الباوقة ، ومحلية جاد الله .

اما بربر بشريا فهي تضم كل الوان الطيف في سلم النشاط البشري بما يعني انها تضم الرعاة والمزارعين والعمال والتجار ورجال الاعمال ورجال الخدمة المدنية فهي بذلك تجمع بين الريف والحضر ، حيث شمولية نسيج السكان الاجتماعي والترابط والتواصل الاسري فجمعت بذلك كل الوان الطيف البشري.

انجبت بربر رجال الدين والعلم والفكر والادب فكان منها الاساتذة والعلماء والقضاة والاطباء والمهندسون ورجال السياسة والشعراء والمنشدون والمغنيون .
عرف تجارها مجاهل الجنوب متاجرين ومبشرين ولسان حالهم يردد نحن العرفنا الناس طرق الجنوب وتجارة الحبوب ، حيث تعتبر الزراعة المصدر الثاني للدخل بعد التجارة وتتمثل في الارض الخصبة على ضفتي النيل بما يؤهلها لانتاج الخضر والفواكة بانواعها بجانب محاصيل الحبوب والفاصوليا والفول المصري والحمص والقمح والذرة في الزراعة المطرية والتوابل بانواعها وبكميات وفيره اذا توفر لها الري الذي يعد من اكبر المشاكل التي تقف عائقا لاعتماده على الوابورات مع ارتفاع تكاليف الوقود وندرته احيانا وعدم توفر قطع الغيار وصعوبة الصيانة .

من عنيبس برى الجناين
سلامي لي بربر ام رتاينهذا وبالاضافة الى السهول والوديان الممتده التى تعتمد في ريها على الامطار الموسمية ، وعند مجيء الحكم التركي عين حسن بك خليفة، شيخ مشايخ العبابدة لتولي مقاليد ادارة المديرية كما استجلب من مصر ( الخولية )المزارعين طبعاً وجعلهم يشرفون على تدريب المزارمن ابناء المنطقوتعليمهم على فنون الزراعة كما استجلب البذور والتقاوي المحسنة ، فعُرفت منطقة بربر البرتقال واليوسفي والقريب فروت والمانجو والجوافة بجانب البلح ، كما اشتهرت بجودة الطمام والبطيخ ودونك جنائن الباوقة وبربر وعنيبس ، فهذه بربر التى قال قائلها :
تجيك ناس تطرب الحزاين
شايلين ثمار اخدوا يا زباين

كما عرف تجار بربر التجارة الخارجية التصدير والاستيراد من قديم الزمان حيث كانوا يشترون الخيول الجيدة وجميع المحاصيل الزراعية والعاج وسن الفيل والذهب وريش النعام من كافة انحاء السودان ويبحرون بها عبر ميناء سواكن الى اليمن والحجاز ثم يعودون محملين بالاقمشة والحرير والصابون والارز والعطور وغيرها، وكم ضربت لها اكباد الابل محملة بالبضائع ذهابا وايابا ولقد كان ود الفراش صادقا وامينا حين قال :
بشوف بربر بشوف جوخا وحريرا
وبشوف الميضنة القبل الجزيرا
بشوف ركب العبابدة البى خبيرا
ترى البردين كشح فات الجزيرا

» مدينة دنقلا
» مدينة أم درمان
» سجل حضورك بإسم قرية أو مدينة سودانية