أفاد الشيخ/أ.د. صفوت حجازى فى خطبة لـه يوم جمعة غير بعيدة بمصر الشقيقة ونشرت على الإنترنت بأن أعلى نسبة من حفظة القرآن الكريم منذ القدم وحتى الآن توجد فى دارفور ولعل ذلك من أهم الأسباب التى تجعلها مستهدفة من قبل أعداء الإسلام والصليبية والصهيونية الجائرة المغرضة, وليس غريبا أن تكون هذه المعلومة صحيحة تماما إذا ما وضعنا فى الحسبان السلطان المسلم على دينار ودوره فى حفر آبار على حيث يحرم الحاج الآن القادم من المدينة المنورة إلى أم القرى , وكسوته السنوية للكعبة المشرفة لعشرين عاما , والشيء بالشيء يذكر فقد علمت أن الأشجار المزروعة بعرفات الله للظل مما قام به الرئيس السودانى السابق جعفر محمد نميرى .
· وبمناسبة حديثه هذا واستنادا إلى ثلاثة كتب من ضمن مؤلفاته كان أصدرها العارف بالله المغفور لـه بإذن الله البروفيسور الشيخ/ حسن بن الشيخ محمد قريب الله ابن الشيخ الطيب بن الشيخ عبد المحمود , منها ( السودان بلد الهجرتين ) فإن القرآن الكريم تلي فى السودان قبل تلاوته بالمدينة المنورة وذلك عن طريق الهجرة الأولى التى تمت إليه . وبالمناسبة للشيخ أكثر من 114 مؤلفا .
· لفظ السودان أصله جمع فارسى للفظ سود ( جمع أسود ) مثل الجمع الفارسى البيضان , وكان السودان وأثيوبيا وأريتريا تعرف ببلاد الحبشة قديما وهي مشتقة من حبش يحبُش أي اسودَّ يسْودُّ.
· ورد فى كتب العالم الشيخ / حسن وفى أحاديث العالم العلامة البروفيسور المرحوم عبد الله الطيب فى برنامجه التليفزيونى ( سير وأخبار ) ـ ولا أدرى إن كان الأخير وثق آراءه تلك فى كتب أم اكتفى بالبرنامج التليفزيونى ـ ما أوردته بالنقطة السابقة وما يلى من نقاط هامة ومنها أن السيدة رقية رضي الله عنها ابنة رسول الله (ص) هاجرت مع زوجها سيدنا عثمان بن عفان إلى السودان تحديدا وليس إلى الحبشة المعروفة حديثا , بدليل أنها رأت أهل السودان يدفنون موتاهم على نعش وحتى الآن , بينما لا يدفن الأحباش موتاهم على نعش ( عنجريب) , وصدف أن توفيت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش فى عهد الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وكانت بدينة إلى حد ما وخافت على جثمانها الطاهر من أن يحمل على الآلة الحدباء كعادة أهل المدينة , فأشارت على سيدنا عمر رضي الله عنه أن تُحمل على نعش كعادة أهل السودان فهو أكثر أمنا على الجنازة .
· بهذا نقول : إن النجاشي كان ملكا على السودان الحالى ولم يكن حبشيا بمعنى أنه من أثيوبيا , وقيل إن رسول الله (ص) صلى عليه صلاة الغائب عند موته وقد كان النجاشي مسلما مؤمنا برسول الله (ص) , وهناك حديث مفاده أن الرسول (ص) سمى السودان بأرض الصدق وقال : منه ثلاثة من أهل الجنة منهم النجاشي وبلال بن رباح وثالث لا يحضرنى اسمه , وبهذه المناسبة فقد أكد العالم المرحوم البروفيسور عبد الله الطيب بأنه حقق كثيرا فى اسم رباح فلم يجده إلا بمنطقة دنقلا فى شمالى السودان مما يؤكد أن بلالا كان سوداني الأصل . ومما يجدر ذكره أن الخيول العربية الأصيلة أصلها من السودان ومن مدينة دنقلا بالذات كما ورد فى موسوعة أمين الريحانى الضخمة وبالتحديد عندما تحدث عن مملكة الأدارسة فى كتابه الشهير ( ملوك العرب ) إذ وصل العارف بالله السيد أحمد بن إدريس دنقلا قادما من فاس وأخذ معه إلى مكة من تلك الخيول حيث أقام بمكة حوالي الثلاثين عاما .
· زار سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام السودان واتخذ له مولى من السودانيين صحبه حتى بلاد الشام وأقام معه وكان اسمه دمشق , التى سميت عليه مدينة دمشق الحالية حيث كان يقيم مولى سيدنا إبراهيم .
· زار 52 سودانى الرسول (ص) وأعلنوا إسلامهم ونزلت فيهم الآيـة الكريمة رقـم 83 من سـورة المائـدة ( وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عـرفوا من الحق , يقـولون ربنا آمـنا فاكتبنا مع الشاهدين ) صدق الله العظيم , علما بأن تواصل السودانيين ببلاد الحجاز قديم.
· يقال إن لقاء العبد الصالح وسيدنا موسى كان بالسودان , وربما والله أعلم يكون مجمع البحرين نقطة التقاء النيل الأزرق بالنيل الأبيض(المقرن) أو ربما نقطة التقاء نهرين جانبيين من أنهر السودان الكثيرة .
· تزوج كل من سيدنا سليمان وسيدنا لوط بسودانيتين .
· كان السودانيون يجيدون الرماية وفنون الحرب ويقال إن من أصاب سيد الشهداء سيدنا حمزة رضي الله عنه كان سودانيا أجيرا وإن كان الأمر مخزيا لا يشرفنا إلا أن الحقيقة المجردة لابد من ذكرها فى حيادية تامة, بينما من أصاب مسيلمة الكذاب أيضا كان سودانيا .
و بعد ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا , ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعف عنا واغفر لنا وارحمنا , أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) صدق الله العظيم .