وقف (محمود) في (محطة الباصات) ينتظر عودة قريبه العائد من احدى الولايات...وكان ينتظره لكي يذهب معه الى منزل صديقه لكي يريه اخت صديقه الذي يريد ان يخطبها... وهو لم يراها في حياته قط...كانت الشمس قد بلغت نصف دورتها... والعرق يتصب على جبينه...تارة يتامل في ساعته.. وتارة في الفتاة الواقفه على بعد متر منه تقريبا.. والتي اعجبته لحد انها كادت تنسيه قريبه..حاول ان يشغل نفسه معها ويتحدث معها... ولكنها كل ماتراه ينظر اليها تشيح بوجهها عنه... ذهب ووقف بجانبها... فابتعدت عنه... وجلست على احد المقاعد الموجوده بالمحطه... ذهب وجلس بمقعد جوارها... فتضايقت منه ولكن لم تبتعد... وجلست في مكانها تاهبا للانقضاض عليها في لحظة مضايقتها... وكانت قد وضعت حقيبتها اسفل المقعد في الارض.. فاشعل هو سيجاره.. فتضايقت منها الفتاه جدا.. وذهبت الى مقعد اخر يبعد منه بحوالي خمسة امتار... لم يفكر في الذهاب اليها والجلوس معها.. ولكنه اكتفى بالنظر اليها فقط... ولكن القدر يريد ان يكون بجانبها.. فاتت سيدة عجوز ومعها شيخ كبير... وكان هناك مقعد واحد فقط فارغ... وهو الذي بجانب الفتاه...فقال له الشيخ:
-لو سمحته يا ابني ممكن نقعد هنا وانت تقعد في المقعد الفاضي داك؟؟
اجابه (محمود) بكل هدوء: اتفضل يا حاج.
وذهب الى المقعد المجاور للفتاه.. وقال لها: منتظره منو انتي؟؟
فقالت: بيخصك كتير؟
قال: لا بس عاوز املا وقت الانتظار وادردش شويه.
قالت له: لوسمحته سيبني في حالي.
فقال لها: والله قصدي شريف.
تنهدت وقالت وكانها تخاطب نفسها: اللهم طولك ياروووح.
قال: بي راحتك.
وما هي الا دقيقه مضت... وفجاه... اتى شاب في 20 من عمره واخذ حقيبة البنت وانطلق يجري باقصى سرعة لديه... فهب محمود وجرى خلفه... والفتاه واقفه في مكانها وهي تصرخ وتستنجد.. وقالت لجميع الموجودين في المحطه ان الشاب الذي كان يجلس معها كان يضايقها وانه حينما جلس بجانبها كان يحاول ان يشغلها حتى ياتي رفيقه ويسرق الحقيبه (تقصد ان محمود والسارق شركاء)... وهي لا تعرف انه جرى للحاق بالسارق... وبعد عشر دقائق رجع (محمود) مليئاٍٍٍٍا بالغبار... ولكنه لم يجد الفتاه... جلس في المكان التي تجلس عليه ولم يجدها.. وبعد قليل جاء اثنين من (العساكر).. وسالو الشيخ الالذي كان اجلسه (محمود) في مكانه :
العساكر: ده هو يا حاج؟؟
الشيخ: ااي ياهو زاتو والشنطه شايله في يدو.
فتوجه العساكر نحو (محمود) وقالو له:
قوم معانا يا حرامي.
محمود وهو ينظر لهم وهو جالس: انتو معاي؟؟
العساكر: في زول غيرك في الكرسي؟؟ اااي معاك.
محمود: انا ما حرامي.
العساكر: يازول ما تتجرجر وقوم معانا الحاج الهناك قال ده انته والشنطه الفي يدك شنطة البت, والوصف الوصفتو البت نفس وصفك.
محمود: ااي دي صاحبة الشنطه كنت قاعد في الكرسي الجنبها ده ولحقته الحرامي وشلته منو الشنطه.
العساكر: قول الكلام ده هناك في القسم.
وذهب معهم الى القسم.. ولكن لم ير الفتاه.. سالهم اين هي صاحبة الحقيبه.. فلم يردو عليه... وكانت الفتاه قد ذهبت الى استقبال الشخص الذي كانت بانتظاره في المحطه لانه وصل واتصل بها... وبعد قليل دخلت الفتاه لوحدها الى القسم... وبعد ان وضح (محمود) الامر للعساكر ..وبعد محاولات كثيره.. واصرار من الفتاه على انه هو السارق... و (الكفيت) الذي ناله من العساكر...تم الافراج عن محمود...وخرج قبل الفتاه التي كانت تنهي في البلاغ الذي قدمته.. وعند خروجه وجد على باب القسم قريبه (عبد الله) الذي كان ينتظر عودته.. بعد ان سلم عليه واخبره الموقف... خرجت الفتاه وتفاجات بان (عبد الله) قريب (محمود).. كما تفاجا (محمود) جدا عندما عرف من عبد الله ان الفتاه هي التي كانو سيذهبوا لمنزلها ليراها (محمود) الذي كان سيخطبها... واعتذرت له بشده ... وصاروا لا يفترقون منذ ذلك اليوم.. وعرف عنها الكثير,, وعرفت عنه... وتقدم لها وخطبها... وكانت قصة يحكي بها الناس ... وصارت علاقة قويه بينهما...