أصبح هذا السؤال الأكثر إلحاحًا لدى الكثير من الأمهات اللائي ، يُرِدْن فهم بناتهن المراهقات.. فالرغبة الحقيقية في فهم كل أم
لابنتها المراهقة ، يساعد على نجاح الأم في التعامل مع الابنة الحبيبة، و لا شك أن هذا الفهم ، يعود بالفائدة على الجميع ؛ الأم
و الابنة و الأسرة و المجتمع بأثره، و أيضًا يحقق الصحة النفسية للجميع .
و تتساءل الكثير من الأمهات ، "كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة ؟" ، لقد تعبت منها ، و من شخصيتها الغريبة.. ، و نحن
نقول: « إن هذه المسألة ، تحتاج لفهم و تدريب، كما تحتاج إلى الصبر ، مع مزيد من الحب و الاحتواء » .
و في هذا التحقيق نقدم روشتة لكل أم في كيفية التعامل مع الابنة الحبيبة في ضوء شرعنا الحنيف، و ما اتفق عليه علماء
النفس .
أخاف على ابنتي
و هنا أم لثلاثة بنات، الابنة الكبرى في مرحلة المراهقة ، تقول الأم ، ربة منزل : مشكلتي دائمًا مع ابنتي الكبرى، فهي دائمة
التقليد لصديقاتها في طريقة اللبس ، و في التردُّد على دور السينما ، و سماع الأغاني ، و الاهتمام المَرَضي بمتابعة المسلسلات و الأفلام .
أما السيدة زينب : فتقول بغضب : أعلم أن ابنتي في سن المراهقة ، ولكن تصرفاتها تثير غضبي ؛ فهي دائمة التقليد
لرفيقاتها بالمدرسة، و تعترض دومًا على ملاحظتي ، و رفضي لإصرارها على ارتداء ملابس ، لا تليق بها أو خروجها مع
زميلاتها وحدهن ، فهي تريد ، أن تفعل ما تفعله صديقتها في المدرسة ، و التي يلبي لها أهلها كل ما تطلبه ، و يسمحون لها
بأن تفعل ما تشاء، و هذا أمر مرفوض بالنسبة لي، فماذا أفعل؟
و من الأمور ، التي تزعج ، أو تقلق الأمهات في هذه المرحلة ، هو الاختلاف في الرأي بينها ، و بين ابنتها،
فنرى السيدة منال موظفة تصرخ ، و تقول: إن ابنتها المراهقة منزعجة من كل ما يحيط بها ، و لا يعجبها العجب، و لا
تأخذ برأي والدتها ، مؤكدة : عندما كنت في سنِّها ، لم أكن امتعض أو أنزعج من شكل حياتي أو طريقة تربية أهلي لي أو من
أمي ، بل كنت أحترم عاداتنا و تقاليدنا ، التي تتعلق بملابسنا و علاقتنا مع الآخرين ، و بالتالي فإن هذه الأمور كانت من
المسلمات من غير الممكن الاعتراض عليها ، إلا أن ابنتي غير مقتنعة أو أنها لا تريد الاقتناع بكل هذه الأمور، و تحولت
إلى "جبهة اعتراض" ضد التقاليد .
و نجد كثيرًا من الأمهات ، يرفضن علاقة ابنتها بإحدى الصديقات ؛ تقول السيدة ليلى : لدى ابنتي صديقة متحررة بصورة أو
بأخرى في تصرفاتها ، و لا تعجبني طريقتها ، و أرفض صداقتها لابنتي، و أمرت ابنتي ألا تصادقها ، و أن تنهي علاقتها
معها، ولكن دون جدوى ، فابنتي مصممة على أن تجعل من تلك الفتاة صديقتها ، بل أعز صديقة لها، و كأنها ترفض ما طلبته
منها .
تقول الخبيرة النفسية :« على كل أم لديها ابنة مراهقة ، أن تدرك أن ابنتها تمرّ بمرحلة صعبة ، و ألا تعسر عليها الأمور مرة واحدة ،
و ألا تضعها في مواجهة كل الصعوبات في لقطة واحدة ، فلا تحرمها من صديقاتها ، و من التليفزيون ، و من
سماع الأغاني مرة واحدة ، فهناك دائمًا في هذه المرحلة بالذات بعض الحبال ، التي يجب أن تُرْخى .. ، أي هناك بعض
البنود ، التي لا بد أن نتغاضى عنها ، حتى نستطيع أن نحتفظ بمِقْوَد العربة الطائشة في أيدينا، ففي هذه المرحلة الفتاة ، تنتقل
من عالم الطفولة إلى الأنوثة، و على الأم أن تحدد بعض الأولويات ، التي لا يمكن التنازل عنها ،
مثل الحجاب الشرعي الصحيح ,
أو الخروج بمفردها إلى أماكن ، ليست فوق الشبهات أو مجرد التسكع ، فهذه أشياء لا يمكن قبولها إطلاقًا ، ثم يأتي
اختيار بعض البنود ، التي يمكن التساهل فيها من آن لآخر.. ، نعم سنتغاضى عن بعض الأشياء ، ولكن مع
التأكيد من آن لآخر على أنها على حافة الهاوية ، التي يمكن أن تسحبها إلى المعاصي ".
و بالنسبة لموضوع المسلسلات فترى الدكتورة : "المسلسلات تحتوي على دروس و حكمة و موعظة، لو اجتهدنا دهرًا ، لن نصل بها إلى أبنائنا فلن يقبلوها ، فأنصح كل أم ، بأن تحاول التعرف على موضوعات المسلسلات و
تتابع مع ابنتها، و أن تستخلص الحكمة من أحداث المسلسل .. الحكمة الحسنة و التجربة الخطر ة،
بل ستتعرفين من خلال مناقشة أحداث التمثيلية على مكنونات ابنتك و حقيقة بنود شخصيتها ، و ما يلفتها ، و ما تحتاجه ".