اسيرة الاحزان
عدد المساهمات : 132 نقاط : 396 تاريخ التسجيل : 03/03/2014 العمر : 28 الموقع : الخرطوم
| موضوع: المنجنيق................... الإثنين يناير 04, 2016 8:56 am | |
| مجاهد الكاروري
المنجنيق
وجمعتُ جيشَ عواطفي.... وقصدتُ قلعَتَك المصونَةَ بإئتلافِ العاشقينْ.... وجلستُ عندَ سلاحِي السرِّيِّ ليسَ معي رفيقْ....
ورميتُني بالمنجنيقْ... حولي لهيبُ مشاعري نارٌ تؤذّن بالحريقْ....
وبدت بكِ الأبراجُ باهيةً تَبينْ... أسْوَارُ صدِّكِ تحتَ أبصاري أرَاها تستكينْ.....فلقد تجاوزتُ الشرورْ.... وجحافلُ العشَّاق من تحتِي تمورْ... ومشرَّدون على حوافِ الحصْن بعضهمُ يثورُ.. ولا يلينْ....
أنعمْ بِهِمْ كَمُشَرَّدينْ.... وأنا أمارسُ بعضَ إحساسِ اليقينْ...
فعبورُ قلعَتكِ الحصينة مُنيتي عَبر السنينْ.... أسعِد بذاك المنجنيقْ.. أسعد به من إختراعْ.... لولاه لمْ أسْلكْ طريقاً في السما.. لأراكِ تحتَ نواظِرى تبْدينَ قاعْ.... وأنا أُدَمِّر سورَ حصِنكِ فيَّ قدْر الْمُستطاعْ....
كم كان عنْديَ ذلك السُّورُ المنيعُ كحائطِ المبْكى ..لكم رتّلتُ موْضِعَهُ المنيفُ مَدامعاً..وبرغْمِ علْمِيَ أنَّهُ لا هيكلٌ للحبِّ تحتَ صُخُورِه... فقطْ الضَّياعْ.... دوَّنْتُ نفسيَ فِيه بين التائهينْ...
ووضعتُ قُبَّعتي الصَّغيرةَ فوقَ رأْسي.. ثمَّ رُحتُ أُغيرُ بعدُ على قلاعِ الآخرينْ.... وأعودُ بالذِّكرى قليلاً للوراءْ... وأنا بِبَطْنِ المنجنيقْ.... وببشرتي لونُ الوداعْ....
من بين جيشِ عواطِفِي خَرَجَ الْتياعْ.... وامتدَّ منْه الكفُّ يحملُ شعلةً..ليُضِيئَنِي كيْما أكَون قذيفةً.. لكِنْ رَمَاهُ ترَدُّدِي خوْفي بدلْوٍ من مياهْ.... هاجتْ جُمُوعُ الحشْدِ بين دواخلي.. وانفَكَّ عِقْدُ الإنْضباطْ.... فمددتُ كفَّ الكبْرياء..أنْقذتُ جذْوةَ عِشْقِيَ المكبوتِ من بين السِّياطْ.... أشعلتُ نفسيَ عالماً.. ما حكَّ جِلْدي مثْلَ ظُفري فاحْتملتُ جميعَ أمْري وانْطلقتُ قذيفةً ..جرحاً سخينْ.... أسْعِدْ بذاك المنجنيقْ.... أسعد به من إختراعْ.... لولاه لم أفْلتْ بنفْسي من فُلولِ عواطِفي..اللؤمِ الْجياعْ.... إني علمتُ بأنَّها لن تَتَّفِقْ.... وبأنَّه سَيُضِيرُها بَعْضُ اْلكلامِ..إذا يقالُ... وبعْضُه حتّى إذا سِرَّاً نُطِقْ.... وبأنَّها قد تسْتَميلُ عدُوّها وتُقَرِّبُهْ..تقصي الصَّديقَ اذا لِحَقٍّ لم تُطِقْ.... وأعودُ حيناً للوراءْ.... وأنا يراوُدُنِي خيالُ المنجنيقْ.... بدواخِلي تتلاقُح الأفكارُ معلنةً بِذَا.. مِيلادَ أنِّي سوفَ يوماً أنْتَصِرْ.... سأُشنُّ حرباً داخِلي..حتّي أُوَحّد مملكاتِ عواطفي... من بَعْد أزحفُ قاصداً إيّاكِ جيشي مُعْتَبَرْ.... فوضعْتُ تصْمِيمَ السِّلاحِ.. قرنْتُ تصْمِيمي بِه...وبدأتُ في صنعِي مذوِّباً الحديدَ أحَلْتُه حِمَمَاً بشوقي الْمُسْتَعِرْ.... أسعد بهذا المنجنيقْ.... أسعد به من إختراعْ.... كُلِّفْتُ في صُنْعِي لَهُ..أهدرت ما لي من مَتَاعْ...وفَقَدْتُ صبْري المُدّخَرْ.... لكِنَّه أرْضَي الطُّموحَ...صنعْتُهُ.. تبْدو عليْهِ ملامِحُ التَّدْميرِ راياتُ الخطرْ.... آلآن أهْوي من شواهِق ثورتي.. ناراً تلوِّحُ بالشَّررْ.... وقصدتُ قلبَ الحصنِ في عزمٍ مَتينْ.... وسمعتُ صوتَ الإرْتطامْ...حربٌ كَكُلِّ حُرُوبِنَا يوماً سيُنْهِيها السَّلامْ.... وتطايَرَتْ أجسادُ حُرَّاس الهوى.. أضْحَتْ حُطامْ.... وتَحَطَّمَ الحِصْنُ المنيعُ تهدَّمت أجزاْؤُهُ.. ومُشَرَّدُوهُ تفنَّنوا في الإنْتقامْ.... وعلا الهُتافُ حُلوقَهَم..الشَّعبُ عادَ يريدُ إسقاطَ النِّظامْ.... وبدوتِ دونَ الحصنِ.. بائِسةَ الْقوامْ.... تُدمي مَدامِعُكِ الْجِراحْ.... وحدي أمامَكِ حافلٌ.. أزهو بطعمِ الإنتصارْ... فالحُكمُ لِيْ ..متوشحاً بلباسِ سُلْطَتِيَ الأنيقْ.... أسعد بذاك المنجنيقْ.... لكنْ تَمَلَّكَني شعورٌ مُزعجٌ..فلقد رفِقْتُ بحالتِكْ .... قد ساءَنِي ما قد لمِسْتُ من امتهانِ كرامَتِكْ....فضَّلتُ لو أنِّي هُزِمْتُ ضَمِنْتُ فيَ سلامَتِكْ.... فوجِئْتُ حِينَ طَعِمْتُ مُرَّ الإنْتصارْ.... أظلمتُ في وضَحِ النَّهارْ.... وحلِمْتُ في حُلُمِي لعَلِّيَ أسْتَفِيقْ.... بِئْساً لهذا المنجنيقْ
| |
|